مدونتكم تهتمّ بدراسة اللسان البشري وإسقاطاتها على المجالات البحثية الأخرى،محاولة ربط الباحثين والدّارسين المهتمين بمختلف جوانب الدّرس اللغوي وإسقاطاته ومستجدّاته العلمية في شتى المجالات.
الخميس، 21 مايو 2020
نقائص في منظومتنا التعليمية-1
يصعب في الوطن العربي،أو العالم الثالث تطبيق فرضيات وإجراءات النظريات المختلفة في علم النفس والتربية والتعليم والاجتماع على أرض الواقع ،لأسباب عديدة نذكر منها:
1-القلة القليلة من المعلّمين والأساتذة من هو في منصبه بكفاءات وحسن اختيار من قبل الهيئات الممتحنة والموظفة له.فسوق الشغل والمحسوبية،والحاجة لسدّ الفراغ هي العوامل المسيطرة في التوظيف.
2-عدم استقرار القطاع بفعل الإضرابات والعطل المرضية للمعلمين وخصوصا المعلمات لفترات قد تصل إلى ستة أشهر، مما يدفع باستخلاف معلمين مؤقتين لسدّ الفراغ على حساب النوعية،المعلم المستخلف لا يُعامل معاملة الدّائم.ثم حتى المعلم المستخلف فمعظم وقته يذهب سدى من أجل التأقلم والاستقرار في منصبه فيأتي التغيير مرة أخرى.
3-قضية التكوينات والندوات التي تبرمج على عجل للمعلمين والأساتذة في أيام الدّراسة، وحيث تنقص من الحجم الساعي للمضامين والبرامج التعليمية.
4-فترة التكوين في حدّ ذاتها قصيرة في مرات عديدة ،فنظرا للحاجة للمعلمين في بداية السنة يتم على عجل ترشيح معلمين وإجراء تكوين قصير لهم،ليوجّهوا مباشرة إلى المدارس مع بداية السنة،فيجدون أنفسهم أمام التلاميذ بلا تكوين فعّال.
5-قضية تعداد التلاميذ في القاعات(الفصول)،فلا يعقل أن يتمكن المعلم من توصيل المعلومة، وإعطاء الأطفال حقهم من الوقت للمشاركة والتفاعل داخل الفصل،ثم المراقبة وتسجيل الملاحظات،فأين هو وقت عمليتي التقييم والتقويم الذي تعتمد عليهما المقاربة بالكفاءات،إنّ التعداد الكبير يجعل المعلم تحت ضغط الوقت لا يعير الاهتمام للحالات وما أكثرها عندما يكون العدد كبيرا.مما يجعله يولي الاهتمام لإنهاء البرنامج على حساب الفهم والاستيعاب.
6-إثقال كاهل المعلم بتحضير الوثائق والمستندات،فتلك البروتوكولات الإدارية الكثيرة تهدر الكثير من جهد وطاقة المعلم.
7-الاستعجال في وضع المناهج والكتب المدرسية ،مما يؤدي إلى كثرة الأخطاء في محتوى المضامين وترتيبها،وفي صياغتها،وفي مدى مناسبتها لقدرات عموم التلاميذ،فنظطر مع بداية كل سنة أو أثناء الأشهر الأولى إلى مراجعة المحتوى والتعديل والتقديم والتأخير ،واستدعاء المعلمين والأساتذة للتكوين،وهنا يزداد الضغط.
8-الاهتمام بالجانب الاجتماعي للمدرّسين،حتى يخصصوا معظم أوقاتهم للتدريس،لأن الوضع الاجتماعي السيء يدفعهم إلى العمل خارج الدوام،فيتشتت جهدهم وينقص ردودهم في المدرسة.
9-ندرة الوسائل التكنولوجية في التعليم،فمن المفروض كل أستاذ يجب يكون له حساب في أرضية إلكترونية تعليمية مربوطة بموقع الوزارة الوصية،وأن يكون له حاسوب محمول مربوط بالشبكة العنكبوتية، والسبورة في القسم يجب أن تكون تفاعلية مرتبطة بالشبكة العنكبوتية،واستحضار أو عرض أي سند أو شاهد تعليمي.
10-أخيرا مراجعة طرق وأساليب التقويم من حيث فاعليتها ومصداقيتها،وكيفية إجرائها،،لأن معظم الذي ما زال يسري لا يتعدّ حدّ التلقين والتقييم،فلا تقويم ولا معالجة ولا تصويب لحدّ الآن في ظل هذه الظروف.
عبد الغاني بوعمامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على الاتصال والمشاركة،قراءة ممتعة،منفعة دائمة،صدقة جارية،عمل دؤوب.